دائماً ما نتØدث عن الهوة الشاسعة بيننا وبين الدول الغربية (والشرقية ÙÙ‰ بعض الأØيان) ÙÙ‰ مجال العلوم ÙÙ‰ العصر الØديث بل وامتد هذا الإØساس إلى جميع مناØÙ‰ الØياة Øتى أصبØنا نطلق عبارة “عقدة الخواجة” على انبهارنا بكل ما هو غربى من منتجات وعلوم، لنضع هذه العبارة على مائدة البØØ« ولنرى ماذا نستطيع أن Ù†Ùعل Øيالها، لنتكلم Ùقط عن المائة عام الأخيرة، الهوة شاسعة Ùعلا بين مصر وأوروبا ÙÙ‰ مجالات العلوم بل ÙˆÙÙ‰ بدايات القرن العشرين لم تكن ÙÙ‰ مصر جامعة بعد (بخلا٠الأزهر طبعا)ØŒ هل معنى ذلك أن نكتÙÙ‰ بهذه “العقدة” ولا Ù†Ùعل شيئا؟ العقدة معناها أن تشعر أنك أقل من الآخر وتستكين لهذا الشعور ولا تÙعل شيئا وهذا أبعد ما يكون عما Øدث ÙÙ‰ مصر من الرعيل الأول للعلماء، أولا ساÙروا للخارج (أغلبهم كان إلى إنجلترا ÙÙ‰ ذلك الوقت) وانبهروا بالتقدم العلمى هناك، ثم عادوا ليبنوا قاعدة علمية ÙÙ‰ مصر، لنرى عدة أمثلة على هزيمة “عقدة الخواجة”.
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=17092016&id=0c598fa9-ade2-4aa4-826e-c6d06c7e46c6
عندما أنشئت كلية العلوم بجامعة القاهرة بدأ البØØ« عن عميد للكلية، ÙÙŠ ذلك الوقت كان الكثير من الأساتذة الأجانب تعمل ÙÙŠ الجامعات المصرية Ùهل “عقدة الخواجة” دÙعت الجامعة لتعيين عميد أجنبى؟ بسؤال نيل بور (Niel Bohr) الØائز على جائزة نوبل ÙÙŠ الÙيزياء عن أنسب من يتولى هذه المهمة كان رده: الدكتور على مصطÙÙ‰ مشرÙØ©!
أثناء سيرك ÙÙŠ شارع النزهة ÙÙŠ مصر الجديدة ستجد شارع متÙرع منه اسمه شارع Ø£Øمد رياض تركي، أتدرى من هو Ø£Øمد رياض تركي؟ إنه بكل بساطة وبكل Ùخر أبو الكيمياء ÙÙŠ مصر، Øاصل على الدكتوراه من جامعة ميونخ بألمانيا عام 1928 (وهذا كان سببا ÙÙŠ بعض المضايقات له من الأساتذة الإنجليز ÙÙŠ الجامعة المصرية آنذاك نتيجة للعداء بين إنجلترا وألمانيا ÙÙŠ الØرب العالمية الأولى) ولكنه لم يعاني من عقدة الخواجة والدليل على ذلك هو عشرات الأبØاث التي نشرها كما أشر٠على ترجمة المعجم العلمى المصور ثم Ø£ØµØ¨Ø Ø¹Ù…ÙŠØ¯Ø§Ù‹ لكلية العلوم عام 1953 ورئيس المعهد القومى للبØوث أيضاً عام 1953 (أنشئ عام 1939 وكان يسمى مركز Ùؤاد الأول الأهلى للبØوث ثم صدور القرار 533 لسنة 1953 بتغيير اسمه إلى المعهد القومى للبØوث ثم القرار 243 لسنة 1956 بإعادة تنظيمه وتغيير اسمه إلى المركز القومى للبØوث) ثم وزيرا للبØØ« العلمى عام 1963ØŒ نتيجة لكل ذلك Øصل على جائزة الملك Ùاروق الأول عام 1948 ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1964.
المشهد الثالث ÙÙŠ اÙØªØªØ§Ø Ù†Ù‚Ø§Ø¨Ø© الأطباء عام 1940 وكلمة أول نقيب للأطباء الطبيب العبقرى الأسطورة على باشا إبراهيم (والذي تØدثنا عنه ÙÙŠ مقال سابق) بليغة للغاية وتكش٠أنه Øتى ومصر تØت الاØتلال ÙˆØتى مع وجود هوة كبيرة ÙÙŠ التقدم العلمى بينها وبين العالم الغربى Ùإنه مازال بها نجوم ساطعة تØدوا عقدة الخواجة وأصبØوا هم عقدة للخواجة Øتى وإن لم نسمع عنهم شيئا! Ùماذا قال الدكتور على باشا إبراهيم ÙÙŠ ØÙÙ„ الاÙتتاØØŸ
قال (سأورد بعض المقتطÙات Ùقط): “من الآن سنجتمع هنا ÙÙ‰ أوقات الÙراغ.. وهنا نتناقش ÙÙ‰ Ùنون المهنة ونتØاور ويدلى كل منا بما استكش٠وما استظهر وما قرأ وما درس وما دله عليه الاختبار وهداه إليه طول التجارب Ùهنا يضي٠كل منا إلى عمله ومشاهدته واختباره وتجاربه علما ومشاهدات وتجاريب لا يكاد ÙŠØصيها العد ÙÙ‰ Øين لم يلق كدا ولم يعان جهدا ولم ÙŠÙÙ† زمنا. وليس من شك ÙÙ‰ أن هذه الثروة الÙنية التى Ù†Øرزها عÙوا، أو من أيسر السبل إنما هى صدر مهم من هذا الجهد الذي أرصدنا أنÙسنا له ÙÙ‰ سبيل الإنسانية ÙˆÙÙ‰ سبيل العلم ÙˆÙÙ‰ سبيل الوطن. وإذ كان لى من السن ما يأذن لى بأن أزود أبنائى ÙÙ‰ هذا المقام ببعض الوصايا Ùإننى أكتÙÙ‰ الآن منها بعشر وإن كانت دواعى العلم الØديث تستدعى منها الكثير: ينبغى أن نجعل نصب عيوننا أن العلم هو المقياس الوØيد لقيام هذه الدار. أن ننسى ÙÙ‰ مجادلاتنا ومØاورتنا ومعاملاتنا كل عامل شخصي. كذلك نسقط ÙÙ‰ كل أولئك كل Ùارق جنسى. ونهدر كل Ùرق طائÙÙ‰. وألا ندخل ÙÙ‰ Øسابنا أى اختلا٠دينى، ولا نجعل لاختلا٠الأهواء السياسية أى اعتبار ÙÙ‰ مقاصدنا الجسام”.
بعد كلمة بليغة كهذه يجب أن Ù†Ùخر بهؤلاء العلماء الذين أضاءوا القرن العشرين Øتى وإن لم يعيشوا ÙÙŠ مجتمع متقدم علميا.
نعم ما زالت هناك هوة كبيرة بيننا وبين العالم الغربى ولكن لا يجب أن Ù†Ø³Ù…Ø Ù„Ù‡Ø°Ù‡ الهوة أن تتØول لعقدة ولنأخذ الأمثلة الثلاثة التي ذكرناها كوسيلة للتØÙيز وقهر عقدة الخواجة مهما كانت الظروÙ!